الموضوع الساعة والبوصلة
الكاتب د. طارق سويدان وأ. فيصل باشراحيل
التاريخ 15/6/2003
القسم مهارات
الساعة والبوصلة
إعلم أن لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار، وأن لله عملاً في النهار لا يقبله في الليل.
( وصية أبي بكر لعمر رضي الله عنهما).
حياتي اليومية روتين ممل وقاتل، أقوم بنفس الأدوار ولا نتائج، إنني أعمل كثيراً ولكن بداخلي صوت يقول لي: ثم ماذا؟ وإلى متى ...؟ وهل ما قمت به أولى؟ أشعر بتمزق في داخلي، أريد أن أكون ناجحاً متميزاً، أشعر بالذنب تجاه أسرتي، فلا وقت لدي لهم، أسأل نفسي: ما هو الأهم؟ أهو المال... أم الأسرة ...أم ماذا؟
إنني لم أعد أستمتع بالحياة هناك ضغط مستمر على يزيد من تمزقي وقلقي.
المقال المفضل:
إحدى المقالات المفضلة عند STEPHEN.R.COVEY هو الصفات المشتركة الشائعة للنجاح كتبه ي. م. جراي الذي أمضى حياته يبحث عن صفة مشتركة تنطبق على جميع الناجحين. وجد أنها ليست العمل الشاق أو الحظ الحسن، أو العلاقات الإنسانية.. رغم أهمية جميع هذه الأمور.. الصفة المشتركة هي وضع الأمور التي لها الأولوية أولاً.
الساعة والبوصلة:
الساعة تمثل مواعدينا، والتزاماتنا، وجداولنا، وأهدافنا وأنشطتنا أي كيف ننفق وقتنا، أما البوصلة، فهي تمثل ما تحمله داخلنا من رؤية وقيم ومبادئ وتوجه، فهي الأشياء ذات الأولوية في حياتنا باختصار إدارة حياتنا.
يأتي الصراع عندما نشعر بالفجوة بين الساعة والبوصلة، فنقوم بأعمال كثيرة لا تساهم في إنجاز ما نعتبره الأهم في حياتنا، ففي حالة سيطرة الساعة على الحياة يشعر المرء بأنه أصبح أسيراً للآخرين، فأفعالنا ردة فعل، نقوم بعملنا محاطين بغلاف من الأعمال الأقل أهمية ثم نقوم بها دون أن نعطي الأعمال الأهم في حياتنا الوقت الكافي، ونمضي في الحياة ننجز أعمال الآخرين.
السلم المكسور:
قد تجد كثيراً من الناس مشغولين، ولا يجدون الوقت الكافي للراحة، ويفضلون ساعات في عمل شاق، ويتباهون أمام الناس أنهم أصحاب مواعيد وجداول ثم يكتشفون أنهم مشغولون بلا مهمة. فكأنهم يصعدون السلم ويجهدون أنفسهم، وعندما يصلون إلى النهاية يجدون أن السلم مسنود إلى الحائط الخطأ، أو غابة لقطع الأشجار، ثم يكتشفون في النهاية أن الغابة لم تكن الغابة المطلوبة، أو يمشون في طريق ثم يكتشفون أنه الطريق الخاطئ.
المراجع د. طارق سويدان وأ. فيصل باشراحيل، صناعة النجاح، ص 109- 110.